هل
زوجات النبي ص من آل النبي ص ومن آل بيته ؟ وما الفرق بين الآل , الاهل , اهل البيت , آل البيت ؟ ...
لاتصح الصلاة ألا بالتشهد والتشهد لايصح إلا بقول ( اللهم صل على
محمد وعلى آل محمد) ؟ فهل زوجات النبي ص من آل محمد ص ؟ وهل هن من آل بيته وهل
هناك فرق بين آل البيت وبين الاهل وبين أهل البيت وبين كلمة الال؟
الجواب في الكتاب الكريم كما سيأتي !
قبل الدخول في الموضوع هناك من
يعتبر كلمة الاهل عين كلمة الآل , وهذا خطأ كبير فالقرآن الكريم خال من اللغو
وتعبيراته ليست أعتباطية , فكل حرف في القرآن الكريم له معناه الخاص به . أما الذين يخلطون بين كلمة الاهل وكلمة الآل
فسببه يبدو لأول وهلة عن غير عمد, لكنه في الحقيقة عن عن عمد وعن غاية من أجل
ادخال الزوجات في خانة الال..
القرآن الكريم يبين أن
- معنى آلال هو غير معنى الاهل ! فلكل معنى مختلف , وسيتبين ذلك عند سرد الايات
الكريمة..
-الال تعني اهل الرجل الذين لهم
معه صلة
ورحم ووشيجة دم , أما الاهل فتعني
عموما الزوجة وقد يضاف اليها افراد العائلة بخصوصية في سياق الكلام.
فعندما يكون الحديث عن الزوجة
والاولاد تٌستعمل لفظة الاهل , وعندما تخرج
الزوجة من نطاق التعريف تٌستعمل كلمة الآل
- كلمة الال في
الكتاب الكريم :
( ولقد جاء آل
فرعون النذر, كذبوا بآياتنا فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر)40,41 القمر
(واذ فرقنا بكم
البحر فأنجيناكم واغرقنا آل فرعون وانتم تنظرون ) البقرة 50
لكن زوجة فرعون
المؤمنة لم تكن من الذين شملهم العذاب في
الايات اعلاه
( وضرب
الله مثلا للذين امنوا أمرأة فرعون اذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين)11
, التحريم
إذن الزوجة في اللغة لاتعتبر من آل
الرجل , والايات اعلاه تثبت ان الزوجة ليست من الآل , لانها لو كانت من الال لشملها العذاب وفق
تعبير الايات الكريمة.
في قصة النبي
لوط ع
( فما كان جواب
قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون , فأنجيناه وأهله
إلا آمرأتهُ قدرناها من الغابرين ) ( النمل 56,57)
قوم لوط أرادوا أخراج آل لوط من القرية , ومن المتفق عليه أن
زوجة لوط كانت من القوم الكافرين فلايعقل أن يخرجها قومها مع لوط وابنتيه , إذن
قول القوم كما في الاية ( اخرجوا آل لوط) يتضمن استثناء الزوجة , إذن الزوجة
لاتعتبر من الآل.
ثم تكمل الاية الكريمة (
فأنجيناه وأهله) كلمة أهله لاتعني كلمة آله , وقوله تعالى ( فأنجيناه وأهله) يدل
على أدخال زوجته في النجاة فالاهل تعني الزوجة , ولذلك استثنتها الاية فيما بعد (
إلا امرأته قدرناها من الغابرين ), وهكذا تعتبر الزوجة من الأهل وليس من آلآل.
( كذبت قوم لوط
بالنذر, إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر) 33,34 القمر
نجا آل لوط من العذاب , لكن
زوجته شملها العذاب كما هو معلوم, فلو
كانت من الأل لنجت كما عينت الاية الكريمة, اذن الزوجة لاتعتبر من الآل.
(قَالُواْ يَا
لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ
مِّنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ
إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ
الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ) 81 هود
الاية تروي :(فأسر
بأهلك بقطع من الليل ولايلتفت منكم احد إلا أمرأتك) هنا استثنت زوجة لوط لماذا ,
لأن الاية الكريمة ذكرت كلمة ( اهلك) فالأهل يدخل في مضمونها الزوجات , إذن الزوجة
من الأهل ولكنها ليست من آلال.
(قَالَ إِنَّ
فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ
إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ) 32 العنكبوت ,
وهنا كذلك عند ذكر الاهل استثنت الزوجة لأنها من الاهل , فالزوجة
من الاهل وليست من آلآل.
فيما يلي الايات من
سورة الذارايات وفيها الخطاب لأبراهيم ع
, لاحظ أن سياق الاية سيتكرر بالكلمات والترتيب في موضع آخر في آية آخرى وهي من
سورة الحجرات كما ستأتي وفي ذلك غاية للتفسير :
(قال فما خطبكم
أيها المرسلون, قالوا إنا أرسلنا الى قوم مجرمين, لنرسل عليهم حجارة من طين ,
مسومة عند ربك للمسرفين , فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين, فما وجدنا فيها غير
بيت من المسلمين, وتركنا فيها أية للذين يخافون العذاب الاليم) 31,37 الذاريات.
الاية أعلاه تقول (
فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين) تأمل وكأن الزوجة استثنت حتى من البيت فهي
ليست من أهل البيت وانما من الاهل وشتان مابين الاصطلاحين ( اهل البيت ) و (
الاهل) وسيأتي تفصيل الفرق ..
الان تأمل هذه
الايات من سورة الحجرات , الاية الاولى والثانية هما عين الايتين الاولى
والثانية أعلاه من سورة الذاريات ولا
اعتباط في القرآن ولاتكرار فكل حرف له معناه وكل تعبير له غايته فإذا تكرر فلسبب !.
الخطاب أيضا لابراهيم ع وهو يحاور الملائكة
الذين سينزلون العذاب بقوم لوط:
(قال فما خطبكم أيها المرسلون, قالوا إنا أرسلنا ألى قوم مجرمين, إلا آل
لوط إنا لمنجوهم أجمعين, إلا أمرأته
قدرنا أنها من الغابرين, فلما جاء آل لوط المرسلون, قال أنكم قوم منكرون,
قلوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون, وأتيناك بالحق وإنا لصادقون, فأسر
بأهلك بقطع من الليل ولايلتفت منكم أحد وأمضوا ألى ماتؤمرون) 58,68الحجر
الاية أعلاه لمن
يقرأها أول مرة سيظن أن الزوجة من الال لأنها استثنيت بعد قوله تعالى ( الا آل لوط
إنا لمنجوهم أجمعين) حيث تكمل الاية الكريمة ( إلا أمرأته قدرنا أنها من الغابرين)
, ولكن في تكلمة الاية نقرأ ( فأسر بأهلك بقطع من الليل ولايلتفت منكم أحد وأمضوا
الى ماتؤمرون) !
لكن أمرأته التفتت
وشملها العذاب أو شملها العذاب فلماذا لم تستثنى ؟
يفسر ذلك الاية من
سورة هود التي ذكرت في البداية وهي
(قَالُواْ يَا
لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ
مِّنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ....)
81 هود .
فهذه الاية من سورة
هود تشرح المعنى وتفصله لأية الحجر , فالذي يقرآ الايات في سورة الحجر وهود وقبلها
من الذاريات يخرج بنتيجة وهي أن امرأة لوط التفتت واصابها العذاب كما في سورة هود
, لذلك لم تذكر في سورة الحجر لمعرفة ذلك , وفي جميع الايات أمرأة لوط لم تعتبر من
آل لوط لأن آل لوط نجوا جميعا من العذاب برحمة الله تعالى وزوجة لوط لم تنج! وبغض
النظر عن معنى كلمة الال يتبين أن الزوجة لاتعتبر من آلال بل هي من الاهل . .
===
كلمة ( الاهل)
في الكتاب الكريم:
( ملاحظة: عند أضافة كلمة الاهل الى كلمة آخرى
يتغير المعنى بالاضافة وهو ما سيأتي لاحقا بإذنه تعالى)
كلمة الاهل يدخل
تحت خانتها ( زوجات الرجل ) وقد يكون ضمن ذلك الاولاد وقد لايكون , فعند ذكر الاهل
تكون الزوجة قد عُنيت حتما .
(وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) يوسف 25
أهلك في الاية
الكريمة تعني ( زليخة زوجة عزيز مصر ) فقط , فالزوجة من الاهل وقد تكون لوحدها هي
الاهل بدون الذرية ,كما في الاية وفيما
يلي أيضا
(- إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ)
النمل 7
( إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ
هُدًى) طه 10
(فَلَمَّا قَضَى
مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ) القصص 29
لم يكن مع موسى ع
في الايات الثلاث اعلاه سوى زوجته زابورا أو ديبرا وعلى ذلك اتفق المفسرون وهناك
من أضاف لذلك غيرها ولايغير هذا من المعنى شيئا فالمعني بكلمة الاهل هو زوجة موسى , فكلمة الاهل عنت الزوجة أو أدخلت الزوجة في
خانة كلمة ( الاهل) ..
(قالوا لئن لم
تنته يا لوط لتكونن من المخرجين , قال إني لعملكم من القالين, رب نجني وأهلي مما يعملون , فنجيناه وأهله أجمعين, إلا عجوزا في الغابرين ) الشعراء 167, 171
استثنت زوجة لوط (
عجوزا في الغابرين) لأن الاية ذكرت ( فنجيناه وأهله أجمعين) إذن الزوجة من
ضمن الاهل , ويتكرر تأكيد المعنى في الايآت الكريمة الاتية , لاحظ استثاء الزوجة
عند ذكر كلمة الاهل
فالقرآن
الكريم يؤكد أن الزوجة تدخل تحت خانة الاهل وهي ليست من آلال وليست من أهل البيت
وكل كلمة في الكتاب لها معناه فلا يحق لكل جاهل أن يقحم ما يشاء في المعاني :
( فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ) الاعراف 83
( فأنجيناه وأهله إلا آمرأتهُ قدرناها من الغابرين ) النمل 56
(قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ) هود 81 ,
( فأنجيناه وأهله إلا آمرأتهُ قدرناها من الغابرين ) النمل 56
(قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ) هود 81 ,
وهنا أيضا عند
ذكر الاهل استثنيت الزوجة لان الزوجة من الاهل وليست من الآل
ونكرر: أن الاهل هي غير معنى أهل البيت فلكل كلمة ومصطلح معناه في الكتاب الكريم وفي لغة العرب .
ونكرر: أن الاهل هي غير معنى أهل البيت فلكل كلمة ومصطلح معناه في الكتاب الكريم وفي لغة العرب .
( حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ) هود 40.
الزوجة حتما تدخل تحت كلمة ( الاهل) وقوله أهلك يعني عائلتك ومن ضمنهم زوجتك ثم استثنى بقوله تعالى ( إلا من سبق عليه القول ) . والاية حول النبي نوح ع
الزوجة حتما تدخل تحت كلمة ( الاهل) وقوله أهلك يعني عائلتك ومن ضمنهم زوجتك ثم استثنى بقوله تعالى ( إلا من سبق عليه القول ) . والاية حول النبي نوح ع
وهكذا تكون الزوجات ضمن خانة كلمة
الاهل وليس كلمة الال وممكن تقصي كل كلمة في الكتاب الكريم ليتبين أن كلما ذكرت كلمة
الاهل فأنها تعني دخول الزوجات فيها وقد تتضمن الذرية أحيانا ولكن عند ذكر كلمة (
الآل) لا تدخل الزوجة وعند ذكر كلمة ( أهل البيت ) لاتدخل الزوجة وهو ما سيأتي
فيما يلي آيات كريمة تبين أن الزوجة تحت خانة
الاهل ولاتحتاج لشرح فالمعنى واضح :
(وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ
عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ) طه 132
(فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ) الانبياء 84
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) التحريم 6
(ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى) القيامة 33
(وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ) المطففين 31
(وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا) الانشقاق 9
( إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا) الانشقاق 13
(فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ) الانبياء 84
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) التحريم 6
(ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى) القيامة 33
(وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ) المطففين 31
(وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا) الانشقاق 9
( إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا) الانشقاق 13
إذن يتبين من الايات الكريمة أن الزوجات يدخلن تحت
كلمة ( الاهل) وهي غير كلمة (الآل) كما مر وهي غير كلمة ( اهل البيت) كما سيأتي,
فعند أضافة كلمة الاهل الى البيت يتغير المعنى وقد حاول الجهال جعل كلمة ( الاهل)
هي نفس معنى كلمة ( اهل البيت) لقصور في اللغة كما يبدو ولكنه الامر ليس كذلك بل
تعصبا وتضليلا للناس.
===
أهل البيت
(إن الله اصطفى
آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين 33, ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم 34, )( آل عمران)
( آل) وليس (أهل)
وشتان ما بين الكلمتين, ( ذرية بعضها من
بعض) ذرية مترابطة ....
(وإذ قال إبراهيم
ربٍّ اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الاخر
قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عداب النار وبئس المصير 126 , وإذ يرفع
إبراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم 127 ,
ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وآرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت
التواب الرحيم 128, وربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز
الحكيم 129,) البقرة
تأمل قوله تعالى (
رسولا منهم ) من هذه الذرية المسلمة ؟ رسولا من آل بيت أبراهيم وذريتهم المسلمة ( أباء النبي الكريم ص مسلمين
والايات اعلاه اثبات ذلك وهو خارج هذا الموضوع ).
النبي الكريم
وذريته الطاهرة من هذه الذرية المسلمة
(ذرية ابراهيم واسماعيل) فهم أهل البيت ولايحمل غيرهم هذا الشرف.
والاية الاتية من سورة هود
تبين ذلك ايضا:
( قالت ياويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد )
73 هود.
. فلا يدخل في أهل البيت المكرم الكريم العظيم سوى هذا النفر
الطاهر ولايدخل في شرف هذا البيت زوجات
النبي ص اللائي لم يتشرفن بحمل نطف النبي الطاهر المطهر, لقد أنتمت السيدة سارة ( زوجة ابراهيم) الى (اهل البيت ) قبل انجابها للذرية الطاهرة لأنها ابنة
عم النبي ابراهيم (ص) كما تتفق الروايات ,
وكذلك حازت انتماءها للبيت الكريم بذريتها الطاهرة فهي أم النبي اسحاق ع وجدة النبي يعقوب ع ويوسف
عليهم السلام,
في المقابل
حُرمت السيدة آسيا بنت مزاحم زوجة فرعون من الذرية, ولو أنها ولدت لفرعون وليدا -نشأ وكبر وحمل اسم
فرعون واسمها - لأنتمت الى (آل فرعون) وصارت من (أهل بيته) ولكن
رحمة الله تعالى منعت عنها ذلك فلم تصبح
من (آل فرعون) لأنها لم تنجب له ذرية فظلت
في خانة ( الاهل) ( أهل فرعون) :
( ولقد جاء آل فرعون النذر, كذبوا بآياتنا فأخذناهم
أخذ عزيز مقتدر)40,41 القمر
(واذ فرقنا بكم
البحر فأنجيناكم واغرقنا آل فرعون وانتم تنظرون ) البقرة 50
, فيا لحكم صانع
الاقدار التي لاتعد ولاتحصى ومنها نجاة
السيدة المؤمنة من عار الانتماء الى (اهل بيت) فرعون بحرمانها من الذرية ,فنجت من العذاب الذي طال آل فرعون, وصارت من سيدات
نساء العالمين , فتأمل.
وكذلك سُلبت عائشة
وحفصة من شرف حمل نطفة النبي الطاهر المطهر ص لعين الحكمة البالغة في حرمان السيدة
آسيا بنت مزاحم من حمل نطفة فرعون الكافر , فمثلما ظلت السيدة آسيا خارج خانة (آل) فرعون وبقيت في خانة (الاهل)
, ظلت عائشة وحفصة في خانة (الاهل) ولم ينلن شرف الانتماء للبيت الطاهر ( أهل البيت) ( آل البيت) , فيا للحكم البالغة ويا للنعم
التي لاتعد ولا تحصى.
لقد نالت السيدة
الطاهرة خديجة بنت خويلد شرف الانتماء للبيت العظيم وصارت من سيدات نساء العالمين
كذلك حين صارت أما وولدت للمصطفى الخاتم
ذرية طاهرة مطهرة ولم تعد من ( أهل محمد) أو من ( الاهل) بل صارت من أهل بيت النبي الكريم ومن ( أهل البيت) مثل السيدة سارة ع, و مثلما صارت السيدة
هاجر من آل بيت ابراهيم كذلك بأنجابها النبي
اسماعيل ع.
(رحمة الله وبركاته عليكم أهل
البيت ),
بيت معروف معلوم معرف وليس ( أهل ) كما يلقي القوم كلامهم جزافا فلكل كلمة معنى في القرآن الكريم.
أضافة الى وجود
الايات الكريمة التي بينت من هم ( الاهل) ومن هم ( الال) ومن هم ( اهل البيت) و(
آل البيت) فقد
خصص النبي الخاتم ص
من هم آهل بيته بحديث الكساء المعروف الذي حدد بالنص وعين فيه من هم (آل البيت) وهم : ( محمد , علي , فاطمة , الحسن ,
الحسين ) صلوات الله عليهم تأكيدا لأمته وتذكيرا لمن تنفعه الذكرى بمكانة
أهل الكساء ومقامهم عند الله تعالى , ففوق الانتماء اللغوي والعرفي حدد الشرع من هم آل محمد الطاهرين , وكانت
زوجته ام سلمة رض حاضرة لسبب أيضا , وكما يلي :
(.... دعا النبي فاطمة
وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره
فجلله بكساء,
ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا, قالت أم سلمة : وأنا معهم يا
رسول الله, قال :أنت على مكانك وأنت إلي خير)(الترمذي ج3 ص 226). والحديث أشهر من أن تكتب مصادره
الكثيرة.
قوله ص لام سلمة كاف لاثبات أن زوجات النبي ص
لسن من أهل البيت بل هن من الاهل فقط وشتان ما بين الكلمات من فروق المعاني, فهو
يقول لها أنت على مكانك وانت على خير ولكنك لاتنالين شرف الانتماء لآل البيت فتلك
منزلة خصها الله تعالى بهم , إنما أنت من (الاهل) فقط , فأهل البيت منزلة من الله
تعالى..... ( رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت )
استمات المحرفون في
تأويل هذا الحديث وفي رده وفي التشكيك بسنده... الخ ولما عجزوا عن نكران الحديث أو
صرفه عن (علي وفاطمة والحسن والحسين ) عليهم السلام , قاموا اعتباطا بضم زوجات النبي ص لخانة ( اهل البيت) لتدنيس
طهارة المطهرين الخمسة , وسبب ذلك معروف
فتثبيت هذا الحديث في الخمسة ص يعني بطلان
الانظمة الحاكمة التي اغتصبت الخلافة وشرعت لنفسها الحكم والاجتهاد والتشريع الى يومنا هذا, فكان لزاما تحريف الحديث ورده , ولنفس
السبب حُرف حديث ( كتاب الله وعترتي أهل
بيتي ) الى ( كتاب الله وسنتي), ولنفس الاسباب
حُرمت عترة النبي ص من الميراث
بكذبة أبوبكر , ولنفس الاسباب شُرع سب أمير المؤمنين والحسن والحسين على
المنابر لسبعين عاما , ولنفس الاسباب قام
المحرفون المنافقون بحرب الامام علي ع في
الجمل وصفين والنهروان , و أغتيل الحسن ع , و كانت وقعة كربلاء , واغتيال
الائمة ع , الحلقات لاتنتهي فحزب الشيطان لا يكل في سبيل أطفاء نور آل البيت
الطاهرين .
___
آية التطهير في
سورة الاحزاب
(يا أيها النبي قل لازواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراجا جميلا, وإن كنتن تردن الله
ورسوله والدار
الاخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن
أجرا عظيما, يانساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها
العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا, ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل
صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما, يانساء النبي لستن كأحد من
النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا
معروفا, وقرن في بيوتكن ولاتبرجن تبرج الجاهلية الاولى وأقمن الصلاة وإتين
الزكاة وأطعن الله ورسوله
إنما يريد الله ليذهب
عنكم الرجس أهل البيت
ويطهركم تطهيرا, واذكرن مايتلى في بيوتكن
من ايات الله والحكمة أن الله كان لطيفا خبيراً) الاحزاب27, 34.
يقول جمهور السنة
وعلماؤهم أن الاية الكريمة أعلاه (إنما يريد الله ليذهب عنكم
الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) في نساء النبي ص ,
والرجس كما يقول علماء اللغة على اختلاف مصادرهم هو الاثم أو عمل الشيطان وما ليس
فيه لله رضى ويقول ابن حجر في الصواعق المحرقة بأنه : (الإثم أو الشك فيما يجب الإيمان به عنهم وتطهيرهم من سائر
الأخلاق والأحوال المذموم) .
إذن صار المعني بالاية مطهرا من الاثام واعمال الشيطان وسائر الاخلاق
والاحوال المذمومة! فهل هذا حال نساء النبي ص أو حال بعضهن؟
إن خروج امرأة واحدة من نساء
النبي ص من صفة التطهير يهدم قاعدة شمول الاية في نساء النبي ص. إذن لننظر في كتاب
الله تعالى ونرى هل حقا نساء النبي ص أو بعضهن كن مطهرات من الذنوب والاخلاق
والاحوال المذمومة ؟
من سورة التحريم
-( وإذ اسر النبي
الى بعض أزواجه حديثا فما نبأت به وأظهره الله عليه عرَّف بعضه وأعرض عن بعض فلما
نبأها به قالت من أنبأك بهذا قال نبأني العليم الخبير) 3 التحريم
هذه المرأة عندها شك في نبوة
محمد ص , فهي تسأله : من نبأك به ؟ ثم هي تفشي اسراره! فالنبي (ص) أسر اليها أمرا
ولكنها نشرت السر ! ومن يكون كذلك فهو غير مطهر من الذنوب, ثم لاحظ أن الاية أعلاه
هي بصيغة مخاطبة غير مباشرة , ثم تأتي الاية التالية بصيغة مخاطبة مباشرة للمبالغة
في المعاتبة والتقريع.
-( إن تتوبا فقد
صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة
بعد ذلك ظهير) 5 التحريم
لاحظ الفعل ( صغت) في الماضي
واضيف اليه ( قد) للتحقيق فالذنب قد تم وقوعه , وتأمل قوله تعالى ( إن تتوبا)
واستعمال كلمة (إن) هنا تدل على احتمالية عدم التوبة , فلو كانت الاية ( إذا تتوبا
فقد صغت قلوبكما ) لكانت أداة ( إذا ) تعني احتمالية وقوع التوبة احتمالا مرجحا ,
لكن التعبير أتى ب ( إن تتوبا) أي هناك احتمال انكما لن تتوبا ! فتأمل .. كيف يكون من هكذا فعله مع
خاتم الانبياء ص مطهر من الذنوب ؟
-(عسى ربه إن
طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات
وأبكارا) 5 التحريم.
إذن هناك نساء خير من نساء
النبي ص , يتحلين بصفات فائقة ! مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات , ثم تأمل التهديد بالطلاق , فهل يستحق الموصوف
في الايات الكريمة صفة المطهر من الذنوب ؟
والآيات من سورة
الاحزاب الاتية :
(يا أيها النبي قل لازواجك إن كنتن
تردن الحياة الدنيا وزينتها
فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراجا جميلا,
وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الاخرة فإن الله أعد
للمحسنات منكن أجرا عظيما, يانساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها
العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا, ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل
صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما, يانساء النبي لستن كأحد من
النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا
معروفا, وقرن في بيوتكن ولاتبرجن تبرج الجاهلية الاولى وأقمن الصلاة وإتين
الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله
ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا, واذكرن مايتلى في بيوتكن من ايات الله والحكمة أن الله كان
لطيفا خبيراً) الاحزاب27, 34.
فيها الكثير من الذم والتقريع والتهديد لنساء
النبي ص ومن ذلك :
- تخيير بين الطلاق
وبين البقاء كزوجات , وترك الامر لهن للاختيار( إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراجا جميلا) ولو كن مطهرات من الذنوب لما
خيرين بين الطلاق والبقاء كزوجات , فهناك أمور حدثت أدت الى صدور قرار التخيير ,
فهل من يطلقها النبي ص أو يعرض عليها الطلاق مطهرة من الذنوب؟
- ( من يأت منكن
بفاحشة مبينة )
قابلية الاتيان بفاحشة محتملة والمطهر من الذنوب ليس كذلك !
-( يانساء النبي
لستن كأحد من النساء إن اتقيتن) بأمكانكن الارتقاء بمكانتكن إن اتقيتن ولاسبيل الا بالتقوى؟
إذن احتمالية التقوى أو عدمها موجودة , أين ذهاب الرجس إذن؟
-( وقرن في
ببوتكن ولاتبرجن تبرج الجاهلية الاولى) أمر آلهي بالبقاء في البيت والتقوى الى
الموت , لكن عائشة لم تطبق هذه الاية بل خالفتها و خرجت على إمام زمانها امير
المؤمنين وقطعت الفيافي من المدينة الى البصرة لتؤجج حربا قُتل فيها عشرون ألف مسلم ؟ أين ذهاب
الرجس والتطهير ؟
إذن من هو
المعني بالاية الكريمة (
إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)!
-الايات في سورة
الاحزاب أعلاه التي تخاطب النساء ألحق في صيغتها نون النسوة لأكثر من 15 مرة
والخطاب للنساء كما يلاحظ أما الاية ( إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا)!فهي
الوحيدة من باقي الايات تحمل صيغة المذكر ؟
لو كان المعني بالاية النساء لتم تأنيث الصيغة كذلك وصارت ( يذهب عنكن
الرجس) ولكن لم يتم ذلك. لماذا ؟ لانها حتما لاتخص نساء النبي ص.
- لاحظ الصيغة (
يذهب عنكم الرجس أهل البيت ) ولم يقل
ليذهب منكم !
وتدل هذه الصيغة ( عنكم) أن الرجس لم يوجد في المعنيين بالاية , بل هو
مدفوع عنهم فهم أصلا مطهرون من الارجاس , ولو قال ليذهب منكم الرجس لكان المعنى أن
هناك رجسا فيهم , ولكن قال ( يذهب عنكم), فتأمل.
إذن هناك رجس يدور
حولهم يجب دفعه عنهم ويأتي هذا الرجس من غير المطهرين من الذنوب !
- يأتي من
أناس احتمالية وقوع الفاحشة فيهم وراد ( يانساء النبي من يأت منكن بفاحشة
مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا) , -وهؤلاء الناس يشكون في نبوة النبي ص ( قالت من أنبأك بهذا قال أنبأني
العليم الخبير) ,
- بل يفشون اسراره (وإذ اسر النبي الى بعض أزواجه
حديثا فما نبأت به),
بل يفعلن الذنوب وتعرض عليهن التوبة مع احتمالية
عدم توبتهن كما تقدم شرحه ( إن تتوبا فقد صغت قلوبكما ) ,
-بل هن يتظاهرن على خاتم الانبياء بالمخالفة والمواجهة
القبيحة فيهددهن الله تعالى (وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة
بعد ذلك ظهير)
, تأمل التقريع والمخاطبة المباشرة!
هذا الرجس يأتي من
المحيطين بأهل البيت الطاهرين , ولذلك تم تهديد النساء بالعقوبات القاسية إن أتين بفاحشة, وخيرن بأن
يسرحن ويطلقن ويخرجن من البيت الطاهر أو يختارن بأن يكونن محسنات ويمكثن كزوجات
لخاتم الانبياء ص, وفضل عليهن من هن خير منهن من نساء المسلمين , نساء يتفوقن
عليهن بالعبادة والتقوى والعمل الصالح , تحذيرات لاتنتهي لمن يجاور الطاهرين ,
فالرجس مدفوع عن الطاهرين ( يذهب عنكم الرجس) كقوله تعالى في سورة يوسف ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا الصالحين) , فهو طاهر مطهر نبي معصوم
ونصرف السوء عنه , وكذلك سنصرف السوء والرجس عن آهل البيت الطاهرين , الرجس الذي
يأتي ممن يجاورهم في بيتهم الطاهر.
لهذا السبب أتت
الاية بصيغة المذكر ولم تأتي بصيغة المؤنث فأنها خصت أناسا طاهرين من الذنوب ( سيد
الخلائق والبشر , وسيدة نساء العالمين الزهراء , وامير المؤمنين وأول المسلمين
والحسن والحسين وهما طفلين صغيرين ) عليهم أفضل الصلاة والتسليم (.... دعا النبي فاطمة
وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره
فجلله بكساء,
ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا, قالت أم سلمة : وأنا معهم يا
رسول الله, قال :أنت على مكانك وأنت إلي خير)(الترمذي ج3 ص 226)..
وقد خص حديث الكساء
الذي هو اشهر من تكتب صيغه ومصادره هؤلاء الخمسة الطاهرين وكان نزول آية التطهير بخصوص ذلك.
(إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل
أبراهيم وآل عمران على العالمين
, ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) سورة آل عمران, ايات 33,34
ذرية بعضها من بعض
ولذلك يقول المصطفى ص ( إن الله تعالى جعل ذرية كل نبي في صلبه, وأن الله تعالى جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب ) (عن
كنز العمال)
هؤلاء الخمسة هم من عنتهم الاية
لتذهب (عنهم ) الرجس وليس تذهب ( منهم), فالرجس حولهم يُدفع في حالة أتباع نساء النبي ص أوامر الله
تعالى في التقوى والعبادة وإذا لم يتم ذلك فالطلاق وتسريحهن أولى لوجود غيرهن
يفوقهن بالتقوى والعمل الصالح مؤهلات للعيش بقرب الطاهرين.
وإذن آية التطهير لا تخص نساء النبي ص .
---
خاتمة الموضوع
تبين مما تقدم
- ان كلمة ( الال) لايدخل فيها
نساء الرجل , إذن قولنا ( اللهم صل على محمد وآل محمد ) لايشمل زوجات النبي
ص , بل يشمل آله الطاهرين فقط.
-كلمة ( الاهل) تعني نساء الرجل
واحيانا تعني الذرية , وعند ذكر (الاهل) فأنها تعني دخول الزوجات حتما في التعبير.
-عند إضافة كلمة ( الاهل) يتغير
المعنى , فقولنا ( أهل المدينة ) لايعني الزوجات , وقولنا ( أهل الخير) لايعني
زوجات الخير فبأضافة ( الاهل) الى كلمة أخرى يتكون معنى جديدا. ولذلك قولنا ( أهل
البيت ) لايعني أن المصطلح يتضمن الزوجات .
لقد خلط المحرفون والمزيفون بين (
الاهل) و ( الال) و ( أهل البيت ) في سبيل
تمرير تحريفاتهم في دين الله , وفي سبيل ضم أزواج النبي ص الى ( أهل البيت) تشويها
ل ( اهل البيت ) وتجنيا على شريعة خاتم الانبياء ص. لذلك على المسلم أن يعرف ما
يعني بقوله ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد) فهو مسؤول عنه وعن معناه .
بقلم :مروان العارف
في 8-1-2015
ليست هناك تعليقات:
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.