يا حسين ...... لبيك يا
حسين !
(إنّي ما خرجت
أشراً ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنّما خرجت لطلب الاِصلاح في أُمّة جدي،
وشيعة أبي علي بن أبي طالب فمن قبلني بقبول الحقّ فاللّه أولى بالحقّ، ومن ردّ على
هذا أصبر حتى يقضي اللّه بيني وبين القوم بالحقّ وهو خير الحاكمين) ( البحار ج 44 ص 329).
نداء لتحقيق غاية نبيلة أطلقه
الحسين ع عام 61 للهجرة الموافق 680 ميلادي , فهل تحققت تلك الغاية النبيلة ؟
أكثر من ثلاثين ألف مابين فارس
وراجل من جيش الدولة الاسلامية أحاطوا بالحسين وبآله وانصاره وهم أقل من
ثمانين , لتحدث مذبحة كربلاء وبها حقق حزب الشيطان نصره الموقت على الحسين ع وعلى
جده المصطفى ص , لتدفن غاية الاصلاح تلك , ولتبقى هذه الامة الضالة الى
يومنا هذا في ضياعها موسومة في غضب الله وشنار الابد ,مصداقا لقول الملاك
جبرائيل الذي اخبر النبي ص بمقتل الحسين قبل وقوعه بعشرات السنين :
( يا حبيب
الله ! هذه تربة ولدك الحسين بن فاطمة وسيقتله اللعناء بأرض كربلا .
فقال النبي ص : حبيبي جبرئيل ! وهل تفلح أمّة تقتل فرخي وفرخ
ابنتي ؟ فقال جبرئيل : لا ، بل يضربهم الله بالإختلاف ،
فتختلف قلوبهم وألسنتهم آخر الدهر .) ( مقتل الحسين للخوازمي, باب أخبار النبي
ص).
بعد استشهاد الحسين ع صار ديدن
خلفاء وسلاطين دول المسلمين ملاحقة ابناء الحسين من الائمة وانصارهم
فطال سلاح الموت الصامت بالسم كل الائمة من اولاد الحسين ع وذاق الباقون منهم
النفي والسجن والقتل والتغييب , ولم يسلم انصارهم ومحبيهم من جور الظلمة فنالهم
الجور حتى صار الجهر بحب الحسين وحب آل البيت جريمة , وتتابعت المذابح والمقاتل في
كل جيل. كان لكل ملك في جيله مقتلة في اولاد الحسين ع وتفنن الظلمة في قتل حملة
الراية على مر الازمنة , ولو تصفح الباحث كتب المؤرخين في سيرة خلفاء بني أمية
وبني العباس وغيرهم وتفننهم في حربهم لآل النبي ص لاحتار في جمع تلك الوقائع
والمقاتل التي تضيق عنها هذه السطور :
(راجع فصل استمرار المؤامرة على آل بيت
النبي على الرابط
وإذا كانت وقعة الطف
بكربلا هي الذروة آنذاك فقد لحقتها مذابح ومقاتل اخرى وسبقتها كذلك تمهيدات بدأت
بعزل أبو الحسين علي بن أبي طالب ع عن الخلافة ثم حربه في حروب ثلاث شنها عليه
المسلمون في الجمل وصفين والنهروان, ولم تنته الا بأغتياله ليعقب ذلك سبه
وسب أبناءه الحسن والحسين على منابر دولة أمية لأكثر من سبعة عقود لتنشأ
اجيال لا تعرف عن الحسين وابيه سوى السباب والشتيمة ,
راجع سب الامام علي على منابر دولة
المسلمين
http://marwan1433.blogspot.ca/2013/08/8.html
فصار سيد شباب أهل الجنة في أفواه الناس عدوا للمسلمين ومارقا عن الملة ,وصار قول لبيك يا حسين ورفع رايته جريمة يعاقب عليه القائل بالقتل , فيا لها من راية حاربها الاولون قبل الاخرين , ولايزال المنادي بالولاء لراية الحسين ع محكوم بالقتل حتى في عصرنا الحالي والشاهد على ذلك ما يجري وما يحاك في حرب هذه الراية في دول العرب والمسلمين اليوم, تلك التي ترزخ تحت حكم طغاة وملوك يرتعبون من اسم هذه الراية الخالدة.
فصار سيد شباب أهل الجنة في أفواه الناس عدوا للمسلمين ومارقا عن الملة ,وصار قول لبيك يا حسين ورفع رايته جريمة يعاقب عليه القائل بالقتل , فيا لها من راية حاربها الاولون قبل الاخرين , ولايزال المنادي بالولاء لراية الحسين ع محكوم بالقتل حتى في عصرنا الحالي والشاهد على ذلك ما يجري وما يحاك في حرب هذه الراية في دول العرب والمسلمين اليوم, تلك التي ترزخ تحت حكم طغاة وملوك يرتعبون من اسم هذه الراية الخالدة.
لقد وظف اغبياء هذه الامة عقولهم
السفيهة فقالوا أن هذه الراية هي راية الحسين وليست راية النبي محمد
(ص) ولو كانت راية النبي محمد ص لتوحدت الامة خلفها كما أدعوا, وانطلى هذا القول
الركيك على عقول السذج من هذه الامة فهلل له النواصب وزخرفوه ومنهم من قال
زورا إن الحسين عند اتباعه اعلى مقاما من مقام النبي محمد ص ! ونسوا وتناسوا
أن الحسين بخروجه كانت غايته النبيلة هي الاصلاح في امة جده فهو لم يأت بجديد ,
ولم يأت برسالة سماوية , انما كان خروجه لنصرة دين جده المصطفى ع الذي زوره
المنتحلون واختطفه المحرفون الى اليوم , لكن حزب الشيطان يؤول الحديث ليحوده
عن الغاية النبيلة, كي تبقى راية الحسين بعيدة عن تحقيق غاياتها في أصلاح أمة جده
خاتم الانبياء ص.
لم يسلم ابو الاحرار من
ظلم الخلفاء والسلاطين حتى بعد استشهاده ! فاولئك الطغاة يهابون الحسين حتى وهو في
رقدة الشهادة , فمنعوا اتباعه وانصاره من زيارة ضريحه وحاولوا طمس معالم مرقده
الشريف ومنهم الخليفة العباسي المتلقب بالمتوكل أيام حكمه عام 236 هجرية أي بعد مايقارب
180 سنة على استشهاد الحسين ع!
(فلمّا كان أيّام
المتوكل ، وكان سيّىء الإعتقاد في آل أبي طالب ، شديد الوطأة
عليهم ، قبيح المعاملة معهم ، ووافقه على جميع ذلك وزيره عبيدالله بن
يحيى ، بلغ بسوء معاملتهم ما لم يبلغه أحد من الخلفاء من بني العباس ،
فأمر بتخريب قبر الحسين وقبور أصحابه ، وكرب مواضعها وإجراء الماء
عليها ، ومنع الزوار من زيارتها ، وأقام الرصد ، وشدّد في ذلك حتّى
كان يقتل من يوجد زائراً ، وولّى ذلك كلّه يهوديّاً ، وسلّط اليهودي
قوماً من اليهود فتولّوا ذلك) ( مقتل الحسين للخوازمي, ومثله في تاريخ الطبري ج9 ص 189).
ومثله فعل كل أهوج احمق في كل
عهد وزمان ففي سنة 1801 ميلادية ,هجم الوهابيون من الجزيرة العربية وبعشرة
آلاف فارس على كربلاء وسرقوا محتويات المرقد الشريف وقتلوا مقتلة في الناس:
(في صباح أحد أيام نيسان 1801
ميلادية ظهرت قوة وهابية تقدر بحوالي عشرة آلاف رجل ،على ظهور ستة آلاف جمل في
بساتين النخيل التي تحيط بمدينة كربلاء المقدسة ، واقتحمت بهجوم كاسح بوابة
المدينة وفر الأهالي الذين لا يعلمون شيئا هنا وهناك في ذعر تام ، بينما قبض
الوهابيون وذبحوا كل من يلقاهم ، ثم اقتحموا الجامع الكبير الذي يضم ضريح الشهيد
الحسين حفيد النبي ، حيث يشاع أن هناك ثروة كبيرة مكدسة من عطايا المؤمنين من عدة
قرون ، وعمل البدو المعارضين للممارسات الدينية التقليدية كل ما في استطاعتهم
لتخريب البناء الفخم والآجر الملون المتلألئ والقبة الذهبية، وقد استغرقت مأساة نهب
كربلاء برمتها ثمان ساعات فقط ! وفي مساء اليوم نفسه انسحب الغزاة
وتلاشوا مرة أخرى في عمق الصحراء يسوقون أمامهم مائتي جمل محمل بالكنوز، ويذكر أن
خمسة آلاف شخص قد تم ذبحهم بوحشية) ( حرب في الصحراء ص41 لجلوب باشا البريطاني
الملقب بأبي حنيك , ترجمة صادق عبد الركابي).
وفي سنة 1220 هـجرية والمصادف 1806ميلادية ( سار سعود بجيوشه ونازل (النجف) , وفرق جيشه عليه من كل جهة
وأمرهم ان يتسوروا الجدار على أهله , فلمّا قربوا منه فإذا دونه خندق عريض عميق
فلم يقدروا على الوصول , وجرى بينه وبين النجفيين مناوشة وقتال , ورمي جيشه من
السور فقتل منه عدّة قتلى فرجعوا إلى النجف) ( النص عن موقع عقائد على
النت , ومنقول من كتاب عنوان المجد في تاريخ نجد ج1 ص 136) , وهناك هجمات
عديدة لنفس الغاية يجدها الراغب في كتب التاريخ.
إن هذه القوات
الهمجية لم يكن دافعها الأولي نهب الثروة المكدسة من عطايا المؤمنين كما يبدو , بل
دافعها الاولي هو تخريب الضريح الذي يُذكر الناس بخروج الحسين وبرايته الخالدة وهو
أمر لايطيقه الطغاة وأتباعهم من الهمج الرعاع, وقد فعل الهمج ذات الشئ في
مرقد احفاد الحسين في مدينة سامراء في عهدنا المعاصر , ففي عام 2007 ميلادية تم تفجير مسجد الامام
الحسن العسكري والامام علي الهادي عليهما السلام في سامراء في العراق لذات السبب,
ولم يكن هناك نهب لما فيه من عطايا المؤمنين وهذا دليل على أن الهجوم كان من أجل
تخريب الضريح وانتقاما من انصار الحسين من الاولين والآخرين وتأجيجا لأدامة الصراع
بين انصار الحسين واعداءه , ولو كان للقوة الهمجية الوهابية التي هاجمت مرقد
الحسين عام 1801 ميلادية قوة البارود لفجروا المكان ولكن ذلك عهد لم تكن فيه
المتفجرات والقنابل قد وصلت الى ماهي عليه الان .
لقد دأب الطغاة في كل جيل
على تتبع آثار الظلمة الذين سبقوهم , ومنهم من عاصرناه في جيلنا كحاكم
العراق المقبورالذي لاقى منه حملة راية ياحسين انواع الهوان, وكان أن سن في بداية
عهده عام 1977 م منع مواكب الزيارة لمرقد الامام الحسين ع , وفي أيام
الانتقاضة الشعبانية من عام 1991 ضربت عصابات البعث العفلقية مدينة مرقد
الحسين ع بالطائرات والمدفعية وكذلك مدينة النجف التي طالتها الصواريخ والقنابل .
فلكل طاغية مقتلة في انصار
الحسين واله وتخريب لمرقده الشريف ومحاولة لانزال رايته الخالدة, يصفهم الشاعر
بقوله:
بالله إن كانت
أمية قد أتت ... قتل ابن بنت نبيها مظلوماً
فلقد أتاه بنو أبيه بمثله ... هذا لعمري قبره مهدوما
أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا ... في قتله فتتبعوه رميما )
فلقد أتاه بنو أبيه بمثله ... هذا لعمري قبره مهدوما
أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا ... في قتله فتتبعوه رميما )
( تاريخ الخلفاء للسيوطي, باب المتوكل ,
الابيات للبسامي المتوفى 302 هجرية)
إن نظرة سريعة على دورات التاريخ
تري الباحث الجاد احزابا وجماعات في كل جيل دأبت بعناد منقطع النظير في حرب راية
الحسين وحرب انصاره وبكل السبل بالقتل والتشريد والتفخيخ والسبي والتهجير والنفي
والسجن , ويضيع الباحث في متاهات التاريخ بين مؤامرة السقيفة و معارك الجمل وصفين
و سجون حجاج العراق وزنازين العباسيين وعصابات الحنابلة أيام المتوكل وحماس
السلاجقة ومذابح صلاح الدين الايوبي ومعارك العثمانيين ومفخخات باكستان والعراق
وهجمات السلفية والوهابية في كل بقاع الارض, فالحرب لا تتوقف وكأن ما يتكرر في
دورات التاريخ حجة وبيان لكل جيل كي يعيش ما عاشه الذي سبقه ويرى بعينه تكرر
الطغاة ودول الظلم والهوان , فيا للعجب ولكن الاعجب من ذلك أن انصار الحسين
لايأبهون, وفي طريقهم مستمرون , ينادون وقت كل مظلمة ,وفي كل مذبحة , وعند كل
مقتلة :
( يا حسين .... ابدا والله ما ننسى حسينا )! .
لقد نجح حزب الشيطان في
ادخال هذه الامة في صراعات جانبية بعيدة عن غاية الحسين ع ورايته الخالدة في
الاصلاح, فظهرت مدارس في التفسير والفقه والاجتماع على طوال تاريخ هذه الامة
ومعها اتجاهات فكرية كثيرة , اتجاهات متصارعة فيما بينها يحدوها أمل في ايجاد سبيل
خلاص لهذه الامة الضالة المعذبة وفي سبيل خلاص للبشرية كلها من شرور الابالسة
ولكنها كانت لاتحصد الا الهباء وكأنها تحرث في ماء البحر, ولم تأت تلك الصراعات
الجانبية سوى بأنهار من دم وخراب يلحقه خراب, والامة في ظلمات من فوقها ظلمات من
فوقها ظلمات تتحقق فيها مقالة الملاك جبريل للنبي الكريم ص حين قال:
(يضربهم الله بالإختلاف ،
فتختلف قلوبهم وألسنتهم آخر الدهر), دول قامت ثم بادت وخلفتها دول على شاكلتها في الظلم وهوان
الشعوب , وكيف تفلح امة قتلت ابن بنت نبيها وقتلت أمه واخيه وابيه وجده؟ واسست
اساس دينها وبنيانها على ذلك ؟ وكيف تفلح امة لاترفع راية الحسين؟
في القرن العشرين الميلادي من
زماننا ظهرت اتجاهات فكرية واحزاب معارضة للاستعمار الغربي ولكنها كانت في منأى عن
راية الحسين فكان مصيرها الفشل كذلك, ولم تأت لهذه الامة الا ببحار من دماء
ابناءها , وتأسست وبأشراف الغرب الشيطاني دويلات ضعيفة بأحكام وضعية تأكل بعضها
بعضا ويسحق ملوكها ورؤوسائها شعوبهم سحقا , وهي بعيدة كل البعد عن دين محمد ص الذي
يدعون أتباعه ولايعرفون شيئا عن راية الحسين الخالدة وكيف يعرفون ما مضى وهم في
جهلهم يعمهون, وكيف تٌعرّف الانظمة الغاشمة الناس براية الحرية والاصلاح , راية
تمحق الظلمة والطغاة ؟
كانت راية الاحزاب
والاتجاهات الفكرية لاتعدو عن صراع قزمي مخدر للشعوب والحكومات ,يمتص جهد اجيال في
المعرفة ليحيله الى ركام من مصطلحات خاوية فضفاضة لاتسمن ولاتغني من جوع : القومية
العربية, البعثية , الشيوعية بأشكالها المختلفة , الناصرية, الحركات الوجودية ,
اللاادرية , الاشتراكية., الحركات التحررية .... الخ ,القوميات الاخرى
واحزابها , الاتجاهات الدينية على اختلافها كالاخوان المسلمين , حزب التحرير ,
حركات الجهاد , جمعيات السلفية ..الخ وما نتج عنها من جماعات متطرفة
.. شعارات براقة : حرية اشتراكية وحدة , وحدة حرية اشتراكية , مساواة حرية
أخاء, عدالة نهضة تحرر.. إقامة نظام اسلامي ! اعادة دولة الخلافة .. الخ.. انظمة
لم تأت لشعوبها الا بمزيد من ضياع وعجز ثقافي ومالي لتفتقر تلك الشعوب وهي تعيش
على بحار من الذهب الاسود الذي يحرقه جلاوزتها في هباء ..تناغم مع تلك
الحركات الفكرية الخاوية اسلوب حياة مخدر للشعوب بالغناء وبالشعر وبالفن المسرحي
والسينمائي الرخيص المدعوم بزخارف الابالسة , غايته الهاء الشعوب وتدجينها لتصبح
وكأنها دمى لاتعي مايضرها مما ينفعها في وجودها الموقت في هذا العالم , تتحرك وفق
مصالحها وشهواتها وانانيتها . ألبس حزب الشيطان تلك الاحزاب وتلك الاتجاهات
وخاصة الدينية منها لباس الشرعية بشعار الاسلام وتوجهاته وزينها بشعارات ورايات
تدعي بانتماءها لدين محمد ص , لكنها في صف حزب ابليس وكيف لا وهي لا تحمل راية
لبيك يا حسين , بل تستنكف من لفظ اسم هذه الراية وفي ذات الوقت تدعي بهتانا أنها
تعرف أن الحسين سيد شباب أهل الجنة ولكن ليس إلا من أجل امتصاص تيار الراية
وتصغيره والتخلص منه.
لقد ايقن الغرب وحزبه الشيطاني
الماكر أن راية يا حسين هي خلاص هذه الامة من دوامة ضيعتها ولذلك وضع عينه على
انصار ومحبي الحسين وكأنه متيقن بأن هذه الشعوب الفقيرة الراقدة ستنهض يوما وتنشر
راية الحسين من جديد , ومن ذلك دولة العراق موطن الحسين وانصاره فأحاطهم بدول
موالية له كالاردن ونظام آل سعود وعين ملكا هاشميا من منطقة الجزيرة العربية
على العراق الذي يقطنه أغلبية من محبي الحسين وآله, فالملك الهاشمي المنصوب حمل
الشرعية الخداعة ,وليس ابرع من ان تنتمي لبيت لتصبح اقرب لآله من غيرك ,
لتصير احق من الاخرين بشؤون اهلك وتاريخهم, ولما صار التوازن السكاني غير متكافئ
بتولي ملك سني من الجزيرة على بلد اكثر من نصفه يتبعون الحسين ورايته , ضم
الاستعمار في أوائل القرن العشرين لواء الموصل باغلبيته السنية للعراق حتى
يتذرع بشرعية حكم الملك السني الجديد على ارض العراق, أرض الحسين ع ومحل شهادته ,
فتأمل الاعيب ابليس وخططه!
بعد سقوط الملكية في العراق زج
الغرب بأعوان له كان يحضرهم لأيام قادمة , ففي كل خطة هناك خطط بديلة تحتاط للآتي
غير المتوقع, فأتى اتباع عفلق في قطار العم سام الى بلاد العراق يرقبون يوما قد
ينهض فيه اتباع الحسين ليكونوا لهم بالمرصاد.
اطردت الاحداث في القرن العشرين
وفي نهاياته وكأنها تمشي وفق الاقدار المرسومة, اقدار منها ما كان خارج اقتدار
الغرب وتحالفاته في حرب راية يا حسين , ومن ذلك ظهور دولة في شرق العراق
حملت راية يا حسين , وبتلك الراية الخالدة سقط عرش الطاووس الخنوع والموالي
للغرب فعمت الراية الخالدة ارجاء البلاد لتبدأ عهدا جديدا يحمل كل المتاعب
والكوابيس لحزب الشيطان واتباعه, فكان لحرب تلك الدولة ورايتها نظام عفلق
صدا ومصدا لتتأجج حرب الثمان سنين بين العراق وايران, وكانت دول التحالف الغربي
والاسلامي في صف العراق في حربه لحملة راية لبيك يا حسين وكذلك كانت دولة آل سعود
بكل ثقلها المادي في حرب راية يا حسين ومعها اخواتها من باقي الدول كالاردن ودول
الخليج وغيرهم , وعند تغيير حكم عفلق في العراق عام 2003 ميلادي باحتلال امريكا
للبلاد , نشطت القاعدة الوهابية لتملأ الفراغ العفلقي في العراق ولتعلن علانيتها
لحرب راية ياحسين, وكانت دولة العم سام على اختلاف دهاليزها السياسية مابين
مؤيد وغير معارض لهذه الجماعة الا أنها وظفتها لخدمة مصالحها في ضرب راية يا حسين
, كما كانت قد وظفتها لصالحها في احتلال افغانستان لتحيط بأيران من
الغرب. ثم وظفت دول التحالف الوهابي الغربي داعش واشباهها في سوريا ليس بغضا في
النظام السوري ولكن لتحالف النظام مع حملة راية ياحسين , ولو نقض
النظام تحالفه مع حملة الراية لعادت سوريا كما كانت عليه ولتوقف الخراب
والدمار .
لم تنشأ جماعة دولة داعش
في العراق والشام اعتباطا , ولم تطلق على نفسها اسم الدولة الاسلامية في العراق
والشام اعتباطا كذلك , فهي لم تحمل مثلا اسم الدولة الاسلامية في مصر وليبيا
, او تونس والجزائر أوغيرها من الدول , انما حملت اسم دولة العراق والشام لأن حملة
راية الحسين في العراق وفي الشام لهم أنصار!
وهكذا تستبين الامور لمن يتابعها
فالحرب كل الحرب هي على الراية الخالدة راية الاصلاح في امة جد الحسين ذلك الاصلاح
الذي لم يتم بفضل تحالفات الابالسة ومسوخ البشر. وظهر جليا أن الحرب لاهوادة فيها
استخدمت فيها كل الحيل والاسلحة وادوات التجسس والحرب من اجهزة تنصت واعلام وكتب
ومطابع ودراسات وشهادات ومفخخات وقنابل واسلحة فالقضية ليست بالهينة والشيطان
لايرضى بتلك الراية واتباعه كذلك, فعبأ المعسكر الشيطاني كل قواه ووظف اعوانه
كداعش والقاعدة والوهابية والقوى العفلقية لتستعمل هذه المسوخ البشرية كل حيلها
واجرامها في سبيل تعطيل راية يا حسين وقتل انصار الراية , مرة بالمفخخات ومرة
بالعمليات السياسية الخبيثة ومرة بالتحالفات المزدوجة, وتارة بانتحال راية الدين ,
فالشيطان يعرف ان الحرب عميقة الجذور طويلة الامد تمتد من الطف في كربلاء بل
من صفين بل من احداث السقيفة وحتى يوم الفصل, فلا تهاون عنده عندما يرفع الاحرار
شعار لبيك يا حسين.
دولة آل سعود الوهابية لم تزل
تصب أموال نفطها في سبيل انزال راية (يا حسين) تارة في حربها لايران بواسطة
عفالقة العراق والوهابيين وافرازاتهم كالقاعدة وداعش والنصرة وغيرهم, والان في
العراق وفي سوريا وفي لبنان وفي البحرين , وفي هذه الايام في اليمن , وسيطال الامر
الكويت ودول الخليج كلها وكذلك في عقر دار مملكة آل سعود التي يكشف النظام
عن وجهه الخبيث ليقتل انصار الحسين وهم في مساجدهم بالمفخخات.
يأتي آلاف المتطوعين
المغرر بهم من كل انحاء العالم بنية الاصلاح الذي جعلوه وفق معايير الشيطان واهدافه
لحرب راية الاصلاح الحسيني , فما أن تسأل أي مسلم متعصب عن انصار الحسين
ورايته حتى ينبري قائلا أنهم كفرة مارقين من الدين وان الحسين برئ منهم ويستحقون
القتل والابادة , فيالها من طبخة شيطانية ماكرة تمتد من أيام السقيفة بل قبلها في
كل دين ودعوة حتى تعود الى يوم السجود الذي لم يطيقه الشيطان فعزم على اغواء بني
آدم وتقعيد صراطهم المستقيم!
أن ابليس وحزبه يعلم
ويعلم تماما بأن راية ياحسين تجرف كل البناء الشيطاني الذي ابتدأ منذ أيام السقيفة
ولحد هذا اليوم , هذه الراية تفضح غاية الاحزاب والتحالفات والمدارس الاصلاحية
الجوفاء بكافة اتجاهاتها وكافة انصارها وتجرفها كجرف السيل للغثاء.
لقد تمكن حملة هذه الراية في
العراق أن يردوا الدواعش العفلقية الوهابية, وفضحت هذه الراية كل المتسترين في
الظلام من سياسيين وحكام , وبفضل شعار لبيك يا حسين تقزم الاشرار وتقهقروا , حتى
علت الاصوات من معسكر معاوية في صفين ومن معسكر يزيد وعمر بن سعد في الطف ومن حزب
السقيفة في المدينة , ومن احفادهم وانصارهم ينادون بالويل والثبور ساعيين الى انزال
الراية الخالدة, والعجيب أن يستجيب لهم من يستجيب ممن يضع نفسه تحت هذه الراية في
الخفاء , أما في العلن فيستحي من اعلان ذلك لضعفه وتخوره ومهادنته ومنهم
سياسي العراق الان , ولكن ! هذه الراية ستبقى عالية مرفرفة حتى لو تحرج الخائرون
من رفعها , أليست كانت في الطف بكربلاء تخفق فوق اقل من ثمانين حر, وظلت تخفق
وتخفق .
ان الذين يرفضون هذه الراية
اليوم كالذين رفضوها من قبل سيمسهم العذاب والهوان, عذاب حتمي تصفه ام
الحسين الطاهرة ع بقولها :
(فدونكموها فاحتقبوها،
دبرة الظهر ، نقبة الخف، باقية العار، موسومة بغضب الله وشنار الأبد، موصولة بنار
الله الموقدة التي تطلع على الافئدة فبعين الله ماتفعلون وسيعلم الذين ظلموا أي
منقلب ينقلبون) ( الخطبة الفدكية لسيدة نساء العالمين ع)
فالعقاب الالهي لمحاربي هذه الراية عقاب قاس يحمل غضب الجبار ووعيده وعذاب في الدنيا والاخرة, فمتى يرعوي القوم؟
فالعقاب الالهي لمحاربي هذه الراية عقاب قاس يحمل غضب الجبار ووعيده وعذاب في الدنيا والاخرة, فمتى يرعوي القوم؟
لقد استطاع الشيطان وحزبه من تضليل الجماهير
عن راية الحسين الخالدة , فالمسلمون اليوم لو أدركوا أن سبب ضياعهم وخراب دولهم
يعود الى نكرانهم لظلامة الحسين وآله لهبوا لنصرته ورفع رايته ولكن تضليل الابالسة
يحدوهم عن ادراك ذلك بالاغواء والتضليل والعناد , فلا تجد الا القليل من المسلمين
من يدرك هذه الحقيقة أما الاكثرية فهم كما وصفهم جد الحسين وخاتم الانبياء ص
بقوله : (بل انتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء
السيل!)
إن القبول براية لبيك ياحسين ليس بالامر
الصعب كما يبدو , لكنه في الحقيقة صعب ومعقد عند النفوس التي شبت في مدارس ابليس
وحزبه ! لو يرفع المسلمون هذه الراية في كل مكان ويقرون بظلامة الحسين وآله ويردون
الاعتبار لسيد شباب أهل الجنة فيلعنون عدوه وينصرون من نصره , لسقوا ماء غدقا
ولأكلوا الخير من فوقهم ومن تحتهم ومن بين ايديهم , ولكن العجب ومع كل ما يعاني
منه المسلمون في دوامة ضيعتهم وخراب حياتهم تراهم يستنكفون عن رفع هذه الراية ! هم
يُقتلون بأيدي عصابات مارقة كافرة كداعش وغيرها وامم الارض قد تداعت عليهم
كما يتداعى الاكلة على قصعتهم ولكن عند ذكر اسم الحسين ع تراهم يطوون كشحهم ويلوون
اعناقهم عند سماع اسم صاحب هذه الراية , ويقولون أن ماهم فيه من ضياع وفشل ليس له
علاقة براية الحسين ع وثورته !
لقد عرف المسلمون الله ودينه عن طريق رحمته
للعالمين محمد ص , وبدلا من رد جميل النبي الكريم والوفاء له ومودة قربته
كما أمرهم الله تعالى ( (... قل لا أسئلكم عليه
أجرا إلا المودة في القربى.) ( الشورى 23) قام المسلمون بصنع دين محمد
على هواهم فترضوا على قتلة النبي ص وآله , بل جعلوا المتآمرين على النبي
والمحرفين لدينه ساداتهم ومراجعهم وشيوخ مذاهبهم , فكيف يأملون
بعد ذلك أن يستجيب الله لدعواتهم ويقبل عباداتهم وينجيهم مما هم فيه ! ( فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم ,
أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ) (محمد 22,23) , فتأمل
وزد عجبا!
أن الذين يرفضون راية الحسين اليوم اليوم,
سيطالهم ندم كبير وحسرة طاغية في يوم قريب , فالذي يجري الان هو مقدمة لما هو أهول
واكبر, فالناس يظنون أن نهاية داعش وأخواتها هي الخلاص, ونسوا أنهم من قبل
كانوا يقولون أن نهاية عفلق وحزبه ونهاية الانظمة العربية الغاشمة هو الخلاص,
وقبل ذلك قالوا أن خلاصهم سيأتي بنهاية الاستعمار الغربي , وقبلها قالوا أن
نهاية الدولة العثمانية هي الخلاص , وهكذا تعاقبات تعود بالاجيال الى يوم
هذه الراية وما قبلها , فلا خلاص ولا أصلاح إلا برفع هذه الراية الخالدة وتحقيق
مطالب رافعها سيد الشهداء وابن سيد الأوصياء حفيد خاتم الانبياء ص, وإلا فالمقالة
الخالدة باقية تصف حال المسلمين وحال دولهم (فقال جبرئيل : لا ، بل يضربهم الله بالإختلاف ، فتختلف قلوبهم
وألسنتهم آخر الدهر .)!
وستثبت الايام أن قيام هذه الامة لن
يتم الا برفع راية أبو الاحرار , واذا تم بغير هذه الراية فأن هناك متاهة اخرى
ستظهر كما أثبتت حوادث التاريخ , والدواهي القادمة امر على من لم يرفع راية ياحسين
, والذي ينكر هذه الراية وينادي بإنزالها في سبيل ارضاء اوباش الناس ومسوخهم,
سيدرك في يوم قريب أن الوقت سيمر و حتمية الاقدار ستأتي براية الانتقام :
(ولقد نزل إلى الأرض
من الملائكة أربعة آلاف لنصرة الحسين فلم يؤذن لهم فهم عند قبره... إلى أن يقوم القائم
فيكونون من أنصاره وشعارهم : يا لثارات الحسين !) (عيون اخبار الرضا ع ج1 ص 299)
والله غالب على أمره..
مروان
ليست هناك تعليقات:
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.